Articles

نساؤنا في عصر الكورونا

عن ما سببته الكورونا من أضرار بحق المرأة العربية العاملة

لقد أدّت أزمة وباء كورونا الى أضرار كبيرة في سوق العمل، وأبقت مئات الآلاف من العاملين وبالأخص النساء منهم دون مكان عمل يؤمن لهن ولعائلاتهن مصدر الرزق والأمان الإقتصادي. اذ أن هذه الأزمة أصبحت بمثابة عدسة مكبرة لظاهرة عدم المساواة الجندرية التي تعاني منها النساء خصوصًا في مجتمعنا، فبالإضافة إلى كونهنّ عاملات، هنّ أيضًا المسؤولات عن الرعاية المنزليّة والعائلية؛ تربية الأولاد، تحضير الطعام، رعاية المسنين وغيرها من الواجبات المنزليّة، زد على ذلك فإن إغلاق المدارس والأطر التعليميّة والترفيهيّة وعدم توفّر الخدمات والمساعدات الإجتماعيّة، أدّى بلا شك الى أن يقع الحمل الكبير على أكتاف النساء، مما جعلهن الأكثر عرضة للضرر في هذه الفترة، مقارنةً بالرجال.

تُشير نتائج الإحصائيات الصادرة عن مكتب العمل ان ٦٦% من العاملين الذين تم إقالتهم في فترة الإغلاق الثاني هم نساء، وأن ٥٦% من العاطلين عن العمل بشكل عام هم أيضا نساء. في حين ترجّح الاسكوا- لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا- أن الأزمة ستؤدي إلى إفقار 8.3 مليون شخص في الدول العربية، أكثرهم من النساء. كما وترجّح أيضًا أن تبلغ خسارة النساء لوظائفهنّ ضعف خسارة الرجال.

حيث تعود الأسباب لذلك الى أن النساء في كل البلدان يكسبن أقل، ويدخرن أقل، وهن أكثر عرضة للعمل في وظائف غير مستقرة مع القليل من الأمن أو الحماية. وهذا يعني أن لديهن قدرة أقل على تحمل الصدمات الاقتصادية، مثل تلك التي تجتاح واقعنا منذ تفشي الوباء في البلاد.

 نحن كأفراد في هذا المجتمع، نساء عاملات في الصناعة والأكاديمية وأيضا كعضوّات ومبادرات في جمعية AWSc، نساء عربيات في مجالي العلوم والهندسة، لامسنا الصعوبات والتحديات التي فُرضت على النساء في ظل أزمة كورونا، فراودنا التساؤل حول نوعية الوظائف والمجالات التي قد تمنح النساء أمانا إقتصاديًا وإجتماعيًا في ظل هذا الوباء الذي فرض علينا جميعا واقعًا جديدًا. لذلك، وتبعا لرؤية الجمعية ومخطط مسيرتها فقد قمنا بنشر إستطلاع يهدف لمحاولة الإجابة على بعض هذه التساؤلات. جُمّعت معطيات من 114 إمرأة عربيّة داخل الخط الأخضر بمعدل جيل 31 عاما والتي تضم 47% عزباوات، 47% متزوجات و6% مطلقات/منفصلات. 6% من النساء درجة تعليمهن ثانوي، 44% لقب أول، 40% لقب ثاني و10% لقب ثالث (دكتوراه). من هؤلاء النساء 48% منهن يعملن بوظيفة كاملة، 18% يعملن بوظيفة جزئية، 5% رياديات أو مستقلات، 15 % عاطلات عن العمل، والأخريات (14%) طالبات جامعة.
47% من النساء العاملات يعملن في مجال العلوم، الهندسة والريادة. 53% من النساء يعملن في القطاع الخاص-العام، في سلك التعليم ومجالات أخرى. تهدف المعطيات للكشف الجزئي عن مدى تضرر النساء في أزمة كورونا وما هي المجالات التي تؤمّن ثباتًا إقتصاديًا ومهنيًا وحماية للنساء في ظل الأزمات.

أظهرت المعطيات بأن مدخول النساء في مجالات العلوم والهندسة أو الريادة الشهري أعلى بكثير من النساء في مجالات أخرى؛ فنرى أن 54% من نساء العلوم والهندسة مدخولهن الشهري الصافي يتراوح بين 7000 الى 15000 شاقل و27% منهنّ يحصلن على أكثر من 15000 شاقل شهريًا بينما فقط 19% منهن يحصلن على أقل من 7000 شاقل. بالمقابل، نرى أن غالبية النساء العاملات في المجالات الأخرى والتي نسبتهنّ 67%، مدخولهنّ الشهري أقل من 7000 شاقل، 29% منهنّ يحصلن على مدخول يتراوح بين 7000 الى 15000 شاقل وفقط 4% يجنين أكثر من 15000 شاقل شهريًا.

النساء العاملات في مجالات العلوم والهندسة يكسبن أكثر مقارنةً بالنساء العاملات في المجالات الأخرى وهذا يمنحهن الاستقرار الاقتصادي بشكل عام، وبشكل خاص عند المرور بأزمات مثيل أزمة كورونا التي نمرّ بها الآن. تأكيدًا على ذلك، أظهرت المعطيات بأن 77.5% من النساء في مجالات العلوم والهندسة واصلن العمل دون أي تغيير في نسبة الوظيفة خلال فترة كورونا والحجر المنزلي، بالمقابل 37.5% فقط من النساء في المجالات الأخرى استطعن أن يواصلن عملهن في هذه الفترة. 20% من النساء في مجالات العلوم والهندسة واصلن عملهنّ مع تخفيف في نسبة الوظيفة او خرجن إلى عطلة غير مدفوعة (75% منهن خرجن لفترة شهر الى عطلة غير مدفوعة)، حيث نسبة الضرر في المدخول بسبب تخفيف نسبة الوظيفة تراوح بين 10-20%. بالمقابل، 44.5% من النساء في المجالات الأخرى تضررت نسبة وظيفتهن او خرجن تبعا لإجراءات مكان العمل الى إجازة غير مدفوعة الثمن (تتراوح فترة الإجازة بين شهر الى 5 أشهر) ونسبة الضرر في المدخول تتراوح ما بين 40-60%.

بالرغم من التفاوت الاقتصادي بين النساء في مجالات العلوم والهندسة والنساء في المجالات الأخرى، والاختلاف في نسبة الضرر الناتج من الحجر المنزلي والضرر الاقتصادي العام، فالمعطيات تشير إلى أن مسؤولية الأعمال المنزلية تقع على النساء جميعًا؛ فأن 82% من مسؤولية تحضير الطعام في المنزل كانت تقع على الأم، وبالرغم من أن النسبة الكبيرة من النساء هن عاملات، ولكن أيضًا مسؤولية الاهتمام بالأولاد كانت تقع في غالبيتها عليهن؛ فنجد أن 64% من الأمهات يدرّسن أولادهن، بينما فقط لدى 20% من المشاركات تقع مسؤولية تدريس الأولاد على الأب، و16% يتشارك الأب مع الأم في تدريس الأولاد. بالإضافة الى ذلك، 51% من مسؤولية تسلية الأولاد كانت تقع على الأم فقط، بينما 24.5% على الأب و24.5% يشاركها الأب والأم سويتًا.

في أزمة كورونا التي نمر بها الآن، طرأت تغييرات كثيرة في نمط حياتنا؛ مثل التعلم عن بعد وإغلاق المؤسسات التعليمية والتربوية، وتحويل منازلنا الى مكاتب عمل لنواصل عملنا من المنزل. هذه التغييرات أثرت بشكل كبير على النساء العاملات في جميع المجالات لإن كما ذكرنا سابقًا، الأعمال المنزلية ومسؤولية الاهتمام بالأولاد تقع في الأساس على النساء، وهذه الضغوطات بين مواصلة العمل (من المنزل او خارج المنزل) وبين التدريس والاعتناء بالأولاد والمنزل لها أثرًا سلبيًا على الوضع النفسي للنساء. أكثر من %76 من النساء المشاركات في الاستطلاع وصفن فترة مكوث الأولاد في المنزل كصعبة جدًا، و95% (40% من النساء العاملات في مجالات العلوم والهندسة و55% من النساء العاملات في مجالات أخرى) ينتابهن الشعور بالقلق والتوتر بدرجة عالية مما يخبئه لهن المستقبل.


مع ذلك، تشير المعطيات أنه بفضل تأمين الإستقرار المهني والاقتصادي للنساء العاملات في مجالي العلوم والهندسة، فإن تلك النساء يشعرن بالقلق بسبب الوضع المادي بدرجة أقل من النساء العاملات في المجالات الأخرى (26% من النساء العاملات في مجالات العلوم والهندسة، مقابل 55% من النساء العاملات بالمجالات الأخرى) ما يمنح لنخبة النساء من مجالي العلوم والهندسة الشعور بالاستقرار والأمان في مكان العمل وخاصةً في فترة الأزمات، فإن غالبية النساء في مجالات العلوم والهندسة لا يقلقن من عدم عودتهن الى أشغالهن. على عكسهن، فغالبية النساء العاملات في مجالات أخرى يشعرن بالقلق من إمكانية فصلهن من أشغالهن إن طالت غمامة هذه الأزمة السوداء.

إن دلت هذه المعطيات على شيء، فقد تدل على أن الشعور بالقلق تعاني منه نسبة كبيرة من النساء في جميع مجالات العمل، إلا أن الثبات المهني والمادي عند النساء العاملات في مجالات العلوم والهندسة يقلل من الشعور بالقلق وعدم الإستقرار النفسي ولعله يساهم في مرور هذه الأزمة بطريقة أفضل.

لربما لم نأت لكم بعنصر المفاجأة بخلاصة هذه المعطيات ولكنها دون شك تشدّد عن جديد وبشكل كمي نسبي على ذكورية المجتمع، ومن ثم العالم من جهة واللا مساواة في الأجر والإستقرار المادي بين مجالات العمل المختلفة من جهة أخرى. على المؤسسات ذوات الشأن الاقتصادي، النسائي أو التوظيفي رسم خطة عمل واضحة تحارب بها ظاهرة التمييز هذه. على الرجال والآباء النظر لزوجاتهن كشريكات بكل شيء، لديهن طموح ومكان عمل يتوجب عليهن بل ويحق لهن الحفاظ عليه، ما يعني أن على الأب إتخاذ خطوات لمشاركة الأم بالمهام التربوية، المنزلية والاجتماعية كي تمر العائلة كوحدة صامدة كطابة الثلج المتدحرجة، تكبر كلما تماسكت كتلتها أكثر. وأخيرا وليس اخرًا، للنساء نقول – لك شيء في هذا العالم فانهضي – أرسمي أنت الخريطة، وسيري بها نحو الهدف، لا تقبلي بالقليل لا لأجر ولا لمستقبل. لا تدعي شأن إستقرارك بأيدي الآخرين، كوني انت قائدة نفسك، كوني المبادرة، سيري مع الكبار، إجعلي طموحك خطة مكتوبة وأفعالاً، أطلبي المساواة، إبحثي عنها ولا تخافي التغيير، خاصة إن كان مدروسًا.

بالرغم من إيماننا الكبير أن على المرء أن يسعى خلف ما يحب وما يريد ويحلم، لكن على المرء أيضا أن يكون واعٍ لإتجاه العالم، لإقتصاده، للفرص التي سيتيحها وللمهارات التي ستصبح دارجة بعد بضع سنوات أو أكثر. لا تحدد(ي) لسيرتك الذاتية صلاحية إنتهاء، حدّثها(حدّثيها)، كون(ي) دائما على استعداد لتحدي الصدمات والأزمات، ولا تقبل(ي) أن يكون استقرارك ملك الآخرين! المستقبل يقوم على أسس تكنولوجية، إن لم نكن هناك، سنُنسى. الهندسة والعلوم هي المستقبل، والمستقبل واسع مرن، ما عليك إلا أن تجد(ي) خانتك وتتميز(ي) بها.

لختام يحمل الأمل، فإننا نشد على أيدي جميع النساء للنداء لحقهن، وهذا يبدأ من الذات. هذه فترة قد نتعلم منها الكثير، أهمه إيجاد حيز لنا، لشؤوننا ولإستقرارنا. إقتصادك ونفسيتك هم ملكيتك ولديك كامل المسؤولية عليها. أحضنيها كما تحضنين أولادك وأرويها كما تروين النباتات واحصدي منها حصتك، أجعليها واجب لا يختلف عن واجباتك المنزلية والتربوية والعائلية. كوني مثال لبناتك، حتى يكون لهن مستقبل أفضل. دمتن على خير صحة وكيان!

مصادر:

https://arabstates.unwomen.org/en/digital-library/publications/2020/04/the-impact-of-covid19-on-gender-equality-in-the-arab-region

 

جميع الحقوق محفوظة AWSc 2020  © all rights reserved

awscNote

ثلاث رواد في علم المناخ, اولهم امرأة نسيها التاريخ

قدّمت النِّساء على مَر التّاريخ الكثير من المساهمات الجوهرية الهامة في المجالات العلمية, وذلك بالرغم من العقبات والتضييقات العديدة التي واجهتهن، منها فرص التعليم الأساسي، الجامعي وفرص العمل. وقد لا يُخفى عن علمكم، فلم تلقى تلك العالمات ولا حتى القليل من الفضل لعملهن، ففي معظم الأحيان، تم التغاضي عن الذكر أو الإعتراف بدورهن, أو تم ربط مساهمتهن بأسماء زملائهن الرّجال.التقطت روزالين فرانكلين صور الأشعة السينية لجزيء الحمض النووي (DNA) التي سمحت لجيمس واتسون وفرانسيس كريك بالتوصل لشكل هذه الجزيئات، لكن هي بدورها لم تحصل على أي تقدير يُذكر.

في ناسا، ساعدت كل من كاثرين جونسون، دوروثي فوغان وماري جاكسون (إلى جانب عدد لا يحصى من عالمات الرياضيات الأخريات) – في هندسة مركبة فضائية وحل معادلات لإطلاق رائد الفضاء جون جلين إلى مساره الفلكي في عام 1962. لكن مساهماتهن هذه بالكاد تم التعرف عليها.

هذا النوع من الاعتراف والتقدير افتقدته العديد من العالمات اللواتي لم يتم منحهن حق التأليف في أوراقهن البحثية؛ فتم نسيان عملهن.

عالمة أُخرى يَندَرِج إسمها في هذه القائمة؛ هي يونيس فوتيه (Eunice  Foote), التي تُعتبر أوّل عالمة أنثى في علم المناخ.

يُعتبر علم المناخ قضيّة عالميّة بغاية الأهمية في عصرنا هذا، فتأثيرات الإحتباس الحراري تهدد كيان المخلوقات الحية ومخطط الإنسان على الأرض وفضائها. عدا عن تصدرها للعنواين الرئيسية من حين لآخر، فإنّ الإحتباس الحراري يشد العديد من المبادرات التكنولوجية، الرؤى الدولية والأهداف التي تعمل لأجلها المؤسسات الغير ربحية.

منذ ما يقارب قرن ونصف من الصناعة، تم إزالة مساحات ضخمة من الغابات لتخدم البناء والإعمار المادي، نمو الاقتصاد، ارتفاع مستويات المعيشة وغيرها من أمور عديدة يفعلها الإنسان، التي تسبب بارتفاع كمية الغازات الدفيئة بالجو الى مستويات قياسية لم نشهدها منذ 3 ملايين عام.

كيف توصّل العُلماء لعلاقة الغازات الدفيئة والإحتباس الحراري؟ وما هي مساهمة العالمة يونيس فوتيه لهذا المجال؟

تدور قصة يونيس فوتيه قبل قرن من الزمن التي عاشته النّساء المذكورات أعلاه, اذ كانت فوتيه عالِمة هاوية آنذاك, أجرت في سنوات ال1850 بعض التجارب الأولى لإستكشاف تأثير الغازات المختلفة في الغلاف الجوي على “حرارة أشعة الشمس”.
بواسطة إستخدام أسطوانات زجاجية، كل منها يحتوي على مقياس حرارة، وجدت يونيس أن تأثير تسخين الشمس كان أكبر في الهواء الرّطب من الهواء الجّاف، وأنه كان الأكبر في أسطوانة تحتوي على ثاني أكسيد الكربون (CO2). من تجربتها البسيطة هذه، توصلت إلى نتيجة أن ثاني أكسيد الكربون من شأنه أن يتسبب في إرتفاع درجة حرارة الأرض, أي بكلمات اخرى ربطت ولأول مرة العلاقة ما بين ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة المناخية.

نظريتها هذه توقعت حدوث الإحتباس الحراري التدريجي الذي يحدث في يومنا هذا والمسمى ب” the greenhouse effect”.

تم تقديم عملها عام 1856 في الإجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) – ليس من قِبَلِها، بل من قِبَل عالِم اخر لكونه رجل، حتى أنه لم يُسنح لها الرد على الأسئلة. وبطبيعة الحال (المؤسف آنذاك) لم يُسمح لها بنشر مقالها في المجلات المرموقة في زمنها !

بعد بضعة سنوات من إكتشافات يونيس فوتيه، ظهر الفيزيائي الشهير جون تيندال، الذي له، بشكل مغلوط، يُنسب الفضل في تأسيس علم المناخ.
بتجاربه الأكثر تعقيدًا إستطاع إثبات أن تأثير الإحتباس الحراري على الأرض يأتي من بخار الماء وغازات أخرى اولها ثاني أكسيد الكربون. في منشوره، ذكر تيندال عالِم آخر قد إعتمد على استنتاجاته, ولكنّه لم يَذكُر يونيس فوتيه على الإطلاق.

في عام 1938, ظهر المهندس غاي ستيوارت  كالندار، الذي له بصمته في علم المناخ، وقد كان يهوى تجميع بيانات عن الإحتباس الحراري في أوقات فراغه. فقام بجمع قراءات درجات الحرارة من 147 محطة أرصاد جوية حول العالم. لم يقم أحد بجمع مثل هذه البيانات من قبل، وعندما قارنهم بالقياسات التاريخية لثاني أكسيد الكربون، اكتشف نمطًا واضحًا. لقد اثبت كالندار ان الاحتباس الحراري يحدث حقًا, بل واظهر ان لحرق الوقود الاحفوري على يد البشر جزء كبير في تسببه. تسمى هذه الظاهرة “Callendar Effect” على اسمه. رفض العديد فكرة أننا نحن البشر يمكن أن نؤثر على شيء ضخم مثل مناخ الأرض، بل لا يزال يصعب تصديقها بالنسبة للكثيرين حتى في يومنا هذا!

لنستمر لعام 1958، حيث كان زملاء الكيميائي تشارلز كيلينج يدرسون العلاقة بين الحموضة في المحيطات وبين ثاني أكسيد الكربون. حتى ذلك الحين، كان الاعتقاد السائد هو أن المحيطات تمتص بسرعة معظم ثاني أكسيد الكربون، لتخرجه من الغلاف الجوي. يتضح ان هذا لم يكن صحيحًا بحسب تجارب كيلينج.

قام كيلينج بالبحث عن بقعة بعيدة قدر الإمكان عن تلوث المدن والصناعة، ليذهب لوسط شمال المحيط الهادئ، تحديدا إلى بركان “Mauna Loa” النشط في هاواي. قراءاته هناك اثبتت أمرين; الأول أن تركيز ثاني أكسيد الكربون يرتفع وينخفض حسب الفصول، ولكن اذا نظرنا الى الصورة كاملة فنجد ان تركيزه اخذ بالازدياد مع مرور السنين, وهو الامر الثاني الذي أثبته.

بدأ كيلينج بنشر قرائاته في رسومات بيانية، ليظهر ما يسمى بعلم المناخ “Kneeling curve” وهو الخط المنحني لتركيز ثاني أكسيد الكربون الآخذ بالتصاعد.

بتلخيصًا للسنوات السابقة، فقد مرّ أكثر من 160 عامًا منذ أن اقترحت يونيس فوتيه سبب الإحتباس الحراري، أكثر من 80 عامًا منذ أن أظهر كاليندار أن النشاط البشري يؤثر على حرارة كوكبنا، وأكثر من 60 عامًا منذ أن أظهر كيلينج أن ثاني أكسيد الكربون يرتفع بمعدل ينذر بالخطر.

نرى اليوم, بتقاعس ما, تغييرات عالمية كثيرة بهدف الحد من الإحتباس الحراري. ولكن من الجهة الاخرى، نجد ان مكانة المرأة في العلوم لم تتغير كما وجب عليه. فحتى عام 2020, اقل من 30% من العلماء في العالم هن نساء!

ان انتقال العالم الى الاقتصاد الأخضر للخفض من تركيز غازات الدفيئة وتحقيق التنمية المستدامة يحتاج وقتاً طويلاً ويتطلب تعاونًا ثابتًا من كافة شرائح المجتمع. نظرًا لأن القضايا المتعلقة بعدم المساواة الاجتماعية والتدهور البيئي وعدم الاستقرار الاقتصادي لا تزال تشكل تهديدًا رئيسيًا للتقدم نحو عالم أخضر وامن مستقبلا، فإن لكل فرد دور يلعبه في تسريع حركة الاقتصاد الأخضر في جميع أنحاء العالم.

في ظل هذا المنظور، يتضح لنا بشكل حاسم الدور الذي تمارسه النساء والذي يعد دوراً أساسياً في هذه الحملة القوية لبناء مستقبل مستدام للجميع. فقد برزت نساء كثيرات على مر القرون وما زلن يقفن في الصدارة باستمرار.

لا تزال هناك حاجة ماسة إلى المزيد من القيادات النسائية في المجال لتسريع تحقيق هذا الهدف. لكي نصل إلى ذلك يتوجب على صانعي السياسات والقرارات المساعدة في تمكين المرأة وتقديم كل الدعم الحيوي لها لضمان حصولها على المساواة في الوصول إلى جميع الفرص المتاحة. ففي خضم التهديد المستمر لتغير المناخ ينبغي أيضًا اعتماد سياسات وتدابير رئيسية تتيح وتمكن المرأة من إتخاذ دور أكبر في جهود كل دولة للتحول إلى اقتصاد أخضر وبناء عالم أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.

 

 

المقال الاصلي:
https://archive.org/stream/mobot31753002152491#page/381/mode/2up

https://www.un.org/en/sections/issues-depth/climate-change/

https://en.unesco.org/news/just-30-world%E2%80%99s-researchers-are-women-whats-situation-your-country

https://www.youtube.com/watch?v=gnw3Ly7c-zM&feature=emb_title

 

Articles

Little Secrets of Arab Women in Science & Engineering

Annual Review of Sociology, in 2000 [1], defined volunteering as “any activity in which time is given freely to benefit another person, group or cause”. The verb ‘volunteer’ seems to be first appearing in early 17th century, in french military context ‘voluntaire’; “one who offers himself to military service”, not necessarily working for free though [2].
Volunteering is a kind of alturism(1) appreciated and endorsed by every community and applied based on the values and culture of the people practicing it. It creatively finds a way to match needs and capabilities and empowers selflessness over selfishness.
In the Arab community, volunteering is practiced in many aspects, elderly support, violence and drug consumption awareness, sexual harassment prevention, women rights, basic education, human rights and more. In addition, Arab engagement into the Hitech and Biotech industry is a topic that has been attracting attention of social entrepreneurs, NGOs, volunteers and stakeholders since years, aiming at increasing the number of Arab students and eventually employees in engineering fields like computer science and electrical engineering and opening industrial parks closer to Arab cities and villages.
Being an Arab woman may make the deal more challenging; three barriers to overcome – ourselves, the Arab society and traditions and the fact of being a minority.
In a 2017 report published by Taub Center on “Education and Employment among Young Arabs” [3], percentage of Arab females who are eligible for high school diploma (Bagrut, in hebrew), in 2013, that allows them to pursue higher education in universities, varies between 28-61% (vs. 60% for Jewish non-orthodox (JNO) females), depending mainly on religion, but also on location of residency. Among them, 71-85% (vs. 39% among JNO) are specializing in science and engineering fields at schools.
Now, let’s look at what happens next!
A higher education entrance exam, referred to as “The Psychometric Entrance Test”, shortly PET, which is a tool for predicting academic performance, for screening applicants for the various faculties to pursue higher education specially at universities. For which, usually, engineering, medicine and science fields require high scores. Only 54-78% of Arab females are taking PET vs. 89% for JNO females. Scoring is slightly higher for JNO females than Arab females, 561 vs. up to 516, respectively. Both are still lower than a typical acceptance criteria for science and engineering fields. English, being a third language, is found to be an obstacle refraining Arabs (in general) from scoring high in PET, while mathematics (the quantitative part) is the part they excel in the most.
Relatively low scoring in PET may explain the low rate of Arab students at universities. This challenge is supposedly to be addressed by pre-university preparation programs, however, the rate of Arab students registering to such programs was found to be sparse, as the report claims. As a workaround, many Arab students decide to study abroad. In 2013, 25% of Arab students were studying abroad, with a majority of males. We may relate this trend to social pressure: 1. ‘we need to start higher studies as soon as possible, preferably immediately after school’ and 2. women are restricted by social barriers, refraining them to pursue studies they want abroad, which leaves them no option but to study something else; more ‘suitable for women’.
The rate of Arab female students (age 18-27) at higher education varies between 6.8-21.9% vs. 20.7 for JNO females, same ages. With those numbers, only 8-13% of Arab females study science or engineering in comparison to 16% of JNO females. Majority of Arab females chose education and social sciences as their field of studies, in comparison to only 20% among JNO females. Arab females with high PET scores, would have more preferences to healthcare studies, e.g. medicine.

In 2016, Globes [4] summarized the number of females in advanced studies in science and engineering are 36% in master studies and 46% in doctorate studies, however, only 14% of academic staff. The percentage of Arab females in those studies is significantly lower than JNOs.

Optimistically, those numbers are and will be increasing with time, this increase can be related to programs and activities focusing on exposing females in general and Arab females specifically to engineering and science fields and sharing with them success stories.

We, the team of Arab Women in Science and Engineering (AWSc) forum, decided to take part in this journey. Today, we celebrate our 6th anniversary, concluding 2193 days of a wonderful journey full of passion, great energies and pride. We do all what we do because we care, and above all, because this is all about us, Arab females, and about our future. We want to be part of the change we want to see. In AWSc, we perceive this challenge as a voluntary opportunity: there is a need we partner together to address, a gap we work hard to fill, and half a society we wish to cherish and raise.

Sharing with you today AWSc little secrets for 6 years of non-stop acts and impacts! Sharing with you the blessings and the challenges, the spirits and the purity, the professionalism and innovation; all blooming out of this forum and its volunteering seeds.

Initiation & Uniqueness (2014-2016)

It all started on April 17th 2014, when we met to discuss the sparse presence of Arab women in advanced professional positions, and the efforts should be invested to increase it .And since, “if we are not for ourselves, who is for us? And if not now, when?” The forum of Arab Women in Science and Engineering (AWSc) was established.
AWSc joins together postgraduate Arab women in the fields of sciences and engineering, aiming to support women’s professional career pathways in academia as well as in industry.

Aim for uniqueness
Establishing such a journey, requires clear definition and planning. For that purpose, Shatil has been for us a wonderful reference on how to define ourselves and become unique in what we address and who we target. As Simon Sinek brilliantly explained in his book “Start with Why”, about the essence of driving all your plans and actions, your ‘What’ and ‘How’, by your ‘Why’. Working together with Orwa Switat, a former consultant at Shatil, we managed to filter out our thoughts and focus our aim by shaping a ‘Why’ that we believe in into a unique vision first, that translates our beliefs into a set of missions.
Our crystal clear ‘Why’ has always been “to break through barriers for women and girls”. In AWSc, we are committed to provide women with the proper tools to help them break down barriers and achieve success and self-fulfillment, through invaluable leadership, innovation and commitment to their sector, and encouraging self-employment and entrepreneurship, providing role models for the next generation.
Our vision
AWSc works on multiple axes. It promotes advanced degrees among undergraduate students, raises awareness to the setbacks that women encounter during and after studies, strives to achieve equal opportunities in academy and industry, exposes women to the entrepreneurship world and supplies them with tools to bring their own ideas to fruition and explore ways of operationalizing the term “empowerment”. AWSc will also reach Arab females in high-schools to encourage them to engage with the world of science and engineering.

Our mission
Inspired by our ‘Why’ and driven by our vision, we aim to achieve the following:
Build a network between AWSc women and related associations and public and private institutes through conferences and seminars
Exchange experiences in promoting the empowerment of women through formal and non-formal enriching activities
Give professional orientation for advanced degrees in sciences and engineering in Israel and abroad through workshops
Give professional orientation in high schools by a series of lectures

It took us almost one year to launch our first event. Our first topic was Women in Entrepreneurship. Planning was not easy, with the support of Prof. Yosef Jabareen from the Technion, we managed to solve the logistic challenges, and with the teamwork efforts (we started with 7 female members), we managed to plan and execute a fruitful content. Over 100 female participants attended the event. It was such a successful kickoff, after which we only looked up, aiming at rising and growing.
Moving forward, different programs were defined, plans were in place, maybe not perfectly structured, but we were learning and improving, all the time. We Lunched our facebook page, created our email account, and the rest is history.
Our flagship projects are:
Let`s Talk Science, a stage to share scientific knowledge, innovation and cutting edge research, mostly run by females
Think Science, a program for schools, to expose female students to scientific fields through hands-on experiments and true stories from female role models.
Workshops, short courses offered for female alumni to provide tools that strengthen their soft skills, creativity and innovation.

We always made sure that each single meetup is introducing a topic that brings value to all participants. We kindly challenged our speakers, carefully selected our location, sometimes we failed, but many more we succeeded. Today, people know us, and trust our content. This trust gives our team confidence, and makes us stronger every time, this is one of our little secrets that we empower the most. We were featured in both Arabic and Hebrew media. It was hard for challenges to beat us, for us the sky is the limit. We managed to work through obstacles, we built confidence within our team, and attracted the same spirits among our extended network.

Sustainability and Growth (2017-2019)

We never had an office, we still do not have one, all members work most of the time remotely, from home, after work, early Fridays, late Saturdays, and in any free time we have. AWSc turned to be our new spiritual yoga. We managed to reinvent energies for it, we learned how loving what you do can find its own time slots in your busy schedule. Priorities and structured work were key points in AWSc culture, and this is also another little secret: we have rules which we follow. Rules that serve our ‘why’, and make sure we do not deviate from the ultimate goal.

We are strong believers in partnership. We partner to seek higher levels, join efforts to strengthen our impact, collaborate to trigger the change we want to see, each working in its own way and leaving its own footprints. We collaborate with many associations, institutions, companies and NGOs, among them: Microsoft, Tsofen, Brain Engine, Alpha Omega, StarVision and Technion.
Our collaboration with Microsoft, managed by Jumana Nseir-Hakim, enabled us to launch Tech It Forward, which addresses many soft skill topics through hands-on workshop sessions held by experts in each domain. Our Think Science was expanded to reach more schools, mainly focusing on the periphery, through joint collaboration with Tsofen. With the Technion, we launched Academy Oriented workshops, to expose first degree students to research opportunities, MSc and PhD studies. As part of a collaboration with Starvision and Hiyatech, we launched a product management course for Hightech and Biotech engineers. With Alpha Omega, and the support of Reem Younis, we held a focused course on Neuroengineering.

Sponsorships and funding are crucial aspects of sustainability and growth. Many of our events would not have been successful without the financial aid of our collaborators and funders. In 2017, following a long and interesting grant application process, With And For Girls collective has awarded us funding to support activities focusing on young girls. The award enabled us to innovate and enrich our portfolio. Thanks to this award, and in collaboration with Brain Engine, we launched Arduino Camp program for young girls, ages 15-17, in which girls learned principles of Arduino programming, worked on their own project, built their own prototype and presented their final product during the completion ceremony. The girls were also enriched by soft skills as well as sessions with female role models.

Individual meetups were also supported by The Arab Culture Association, The Galilee Society, Mossawa Center, Intel, US Embassy and British Embassy. In addition, academic associations in each Arab city or village were always great partners, making sure the impact reaches all potential participants, overcoming accessibility challenges faced by many women in the periphery.

Aristotel once said “What is the essence of life? To serve others and to do good.”, doing good makes people happy and satisfied. Satisfaction and happiness magically inspires others to act and join. By doing good we attract people like us. AWSc growth needs womenpower, volunteers who believe our ‘why’, and help achieve our missions. Finding those believers has always been the shiny smile that is put on the faces of AWSc founders, making them heartwarmly grateful for this grace. Seeing the forum growing, and the spirits spreading, you learn to know that we (half of the society) are already in a better place. We lean in to finetune AWSc`s structure and make space for more footprints to drive the ship with innovative approaches, one more little secret we add to our list. The annual AWSc management elections is a precious time in the year, through which we look back, reflect on the successful approaches, and forward project our conclusions into the following year. Lessons are learned and failures are translated into building blocks used to improve our strategy and update our plans.

We always make sure that every volunteer gains the benefits out of this volunteering. We learn from each other, support each other, enrich one the other, we make sure every experience is shaping our personalities and getting the best version out of us, so we are able to raise new role models, and then, repeat. Exactly as implied by our circle of inspiration, another little secret that makes the foundation of how we work. Today, we are a family of 32 female members (2), colleagues and friends, all together working for a sole target: breaking through barriers by and for women and girls. Reminding ourselves with our ‘why’ is another secret we tend to rely on for driving our decisions and plans.

Figure of our circle of inspiration

Continue and innovate (2020 and on)

2020 is a hope for further growth, new chapters are opened, ideas are drawn and plans are ready for execution. Unfortunately, the breakthrough of COVID-19 has ceased the entire world from acting normally. To adapt to quarantine restrictions, we decided to hold some of our activities online, enabling us to continue our mission in serving our ‘why’. This decision was straightforwardly taken in agreement by all members, everyone excited to take part in implementing our plans online. We will strongly continue with our journey to support the immediate needs of our target audience. We may pivot our focus to topics related to the current situation. Recently we focused our meetings on ways to work from home efficiently, impact of COVID-19 and quarantine restrictions on energy and environment, and updates on COVID-19 treatments and vaccines. Leaning in is another secret through which we never stop doing what we love to do.

Concluding notes:
The past 6 years have been a wonderful journey, giving us strength and power to continue learning on how we can join efforts to build a community of women paving their career pathways in the fields of science and engineering, seeking leading positions in academia and industry, and becoming role models attracting the next generation of female girls. With that, we are also building a society that offers equal opportunities to women, enabling them to become whoever they wish to, growing side by side with their male colleagues.

It has been exciting to write the conclusion of 6 years of endless energies and beautiful wafts. We still have a lot to learn and apply. Looking forward to additional 6 years fruitful years.

A tiny funny fact on why we have chosen to celebrate our 6th anniversary and not the 5th. 6 is the only even perfect number that is not the sum of successive odd cubes. For those who do not remember, a perfect number is a number that is equal to its aliquot sum (which is the sum of its positive divisors, excluding the number itself). It is also the only number that is both the sum and the product of three consecutive positive numbers [6]. We just like science!

We reached the end of this essay. No other perfect ending than a quote from the legendary writer Gibran Khalil Gibran “You give but little when you give of your possessions. It is when you give of yourself that you truly give.” Keep giving!
Join us to be part of AWSc family. Follow us on Facebook, Instagram, LinkedIn and Twitter.

AWSc | Arab Women in Science and Engineering Ⓒ2020
Email: awsc.forum@gmail.com | Website: awsc-org.com | LinkedIn: AWSc | Facebook: AWSc | Instagram: AWSc | Twitter: AWSc

References:

[1] https://www.annualreviews.org/doi/abs/10.1146/annurev.soc.26.1.215
[2] https://en.wikipedia.org/wiki/Volunteering
[3] https://www.gov.il/BlobFolder/generalpage/most_women_council_reports/he/%D7%94%D7%9E%D7%95%D7%A2%D7%A6%D7%94%20%D7%9C%D7%A7%D7%99%D7%93%D7%95%D7%9D%20%D7%A0%D7%A9%D7%99%D7%9D%20%D7%91%D7%9E%D7%93%D7%A2%20%D7%95%D7%98%D7%9B%D7%A0%D7%95%D7%9C%D7%95%D7%92%D7%99%D7%94%20-%20%D7%AA%D7%9E%D7%95%D7%A0%D7%AA%20%D7%9E%D7%A6%D7%91%20%D7%A2%D7%93%D7%9B%D7%A0%D7%99%D7%AA%202014.pdf
[4] https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001155220
[5]

בעשור האחרון הוכפל מספר הדוקטורנטים מהמגזר הערבי


[6] https://en.wikipedia.org/wiki/6#cite_note-3

(1)Altruism is the principle and moral practice of concern for happiness of other human beings or animals, resulting in a quality of life both material and spiritual

awscNote

اكتشاف الجرعة الأنسب لاستخدام القنب الطبي

القنب، الماريجوانا، هي أحد أنواع النباتات التابعة للعائلة القنبية “Family cannabinaceae”، لها مفعول مخدّر وتعتبر من أقدم المخدّرات المعروفة. على الرغم من استخدامها لأغراض طبيّة منذ ما يقارب الـ 5000 سنة، إلا أن موضوع تشريعها للاستخدامات الطبية لا يزال مثيراً للجدل ويختلف في نقاشه عدد كبير من الخبراء وحتى الأطباء.
دعونا نتعرف على هذه النبتة، وعلى تلك المواد الطبية التي يأمل كثر أن تكون سرّ شفاء البعض.
يحتوي القنب ومنتجاته على ما يقارب 480 مادّة مخدّرة “Cannabinoids” عزلت من نبات القنب الأم ويتم استخدامها لأغراض ترفيهية، دينية، روحيّة والأهم طبيّة. المكوّنان الأشهر والتي ارتبط اسمهما بإمكانية استخدام القنب طبيًّا هما: الكانابيديول Cannabidiol (CBD)والتتراهيدروكانابينول Tetrahydrocannabinol (THC).
المادة الأكثر فعالية وإثارة للجدل هي مادةTHC ، والسبب في ذلك هو أن تركيبتها الجزيئية تصل إلى الدماغ البشري بشكل سريع جداً ممّا يؤدي إلى شعور الشخص بنشوة الإرتقاء الناتجة بشكل شبه فوري عند تدخين القنب، إلا أن أثر وبقايا هذه النشوة مختلفة عن أثر وبقايا نشوة مادة الـ.CBD Cannabidiolعلى الرغم من أن مادة THC تمتاز بفوائد صحية إلا أن تأثيرها على حالة الشخص الذهنية والنفسية هو أمر غير محبّذ من قبل الكثيرين لأن التأثير قد يكون مضاعفًا مقارنةّ بتأثير مادة CBD التي يمكن أن تقدّم الفوائد نفسها دون إحداث أي مضاعفات تأثيرات نفسية إضافية وهذا هو الاختلاف الأساسي بين المادتين والذي أدّى الى اثارة الجدل.
يعاني العديد من مستخدمي القنب الطبيّ من كون المادة الرئيسية المسكنة للألم THC مصحوبة أيضًا مع قدرة على تشويش الإدراك الدّماغي ممّا يعني أن التخفيف من الألم يتداخل مع الحياة اليومية ويؤثر عليها سلبًا.
المشهد البحثي حتى الآن معقّد بعض الشيء إذ تظهر بعض الدراسات أن الماريجوانا قد توفّر الراحة للمرضى في مختلف الحالات مثل القلق والألم المزمن وحتى السرطان، ومع ذلك يجد آخرون أن الدواء يمكن أن يبطئ الوظيفة الإدراكية، وقد يؤدي إلى تفاقم بعض حالات الصحة العقلية.
هنا تكمن أهمية تحديد الجرعات وتركيز النبتة كاستعمال طبي. لكلّ جرعة مضاعفات مختلفة وحتى الآن لا نعرف بشكل دقيق ما هي الجرعة الأمثل والتي تحقق الهدف الطبيّ المراد منه بدون مضاعفات جانبية غير محبّذة.
SyeqMedical، شركة بيو-تكنولوجية إسرائيلية، أجرت تجربة سريريّة بهدف أن تثبت أن جرعات منخفضة التركيز من THC المستنشق بإمكانها تخفيف الآلام بشكل فعّال مع تجنّب الآثار الجانبيّة الشائعة المرتبطة باستخدام القنب. بكلمات أخرى، تظهر الدراسة أن القنب الطبي له تأثير أكبر علينا من ما كنّا نعتقد، وأن تركيز قليل فقط من القنب يمكنه أن يفي بالغرض ويحقّق نفس الفوائد التي يحقّقها تركيز مرتفع.
الدّراسة التي نُشرت في المجلّة الأوروبية European Journal of Pain هي لتأكيد علمي على أن الجرعات الدقيقة “microdosing”، أي استخدام جرعات منخفضة للغاية من مركّبات الأدوية الفعالّة، ناجعة باستخدام القنب الطبي أيضًا. أجريت الدراسة في مركز رامبام الطبي وفحصت مستويات THC في الدم، مستوى الآلام، القدرة الادراكية والنشاط النفسي. تظهر نتيجة البحث أن الجرعة الفعالة الأمثل هي 500 ميكروغرام من THC فقط، بينما يستهلك مريض يستخدم القنب 150000 ميكروغرام THC يوميًّا.
يستخدم بعض المرضى، بتشجيع من أطبائهم، القنب بالفعل بجرعات دقيقة لكن هذه الطريقة خضعت لأبحاث محدودة جدًّا ولا يُعرف مدى نجاعتها وسلامتها بعد. يقول بيري ديفيدسون, CEO الشركة، أنّ دراستهم تقدّم أدلّة مهمّة لإثبات أن الجرعات الدقيقة (microdosing) هي فعّالة وبهذا تساعد باستخدام طبي أنجع.
أجرت شركة SyqeMedical البحث لأن الشركة تصنع جهاز استنشاق فريد من نوعه الذي يمكن برمجته لجرعات دقيقة جدًّا من ال THC ويدعي ديفيدسون أن النتائج تشير إلى فائدة هذه التكنولوجيا.
من الجهة الأخرى، أجريت التجربة على 27 مريض وهو عدد قليل من المشتركين، وركّزت على العوارض الجانبية قصيرة المدى، لذلك لا يمكن التوصل إلى استنتاج حول سلامة فعاليّة جرعات THC الدقيقة بالمدى البعيد. أيضا، بطبيعة الحال لكلّ شخص تفاعل مختلف مع الادوية ومسكّنات الآلام، إذ أن قدرة تحليل الدواء حتى العوارض الجانبية تختلف جدًّا من شخص لشخص، لذلك قد يحدّ البحث من استعمال مفرط وغير ضروري للقنب الطبي، ولكن لا يزال هناك حاجة لبحث أعمق لمعرفة الجرعات الدقيقة بشكل فردي أكثر.

https://books.google.co.il/books?id=qH-2Lj9x7L4C&pg=PP28&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false
https://www.discovermagazine.com/mind/what-science-knows-about-marijuanas-health-benefits
https://m.ynet.co.il/Articles/5756215

awscNote

إيلون ماسك: “نيرولينك” والذّكاء الإصطناعي

لا يمكننا أن نتحدّث عن التّقدم الهائل للتكنولوجيا من دون ذكر العبقري إيلون ماسك، رجل أعمال من أصول كنديّة وجنوب أفريقيّة، يقف وراء تأسيس عدة شركات رائدة منها شركة “Tesla” للنّقل المستدام والسيّارات الكهربائيّة، وشركة “SpaceX” الخاصّة المختصّة بهندسة الطيران، الفضاء الجوّي والرحلات الفضائية التّجارية. من خلال هذه الشركات، أظهر ماسك دائمًا عزيمته وإصراره، وقوّة إيمانه بطموحاته وخططه لصنع تغيير تكنولوجي عالمي، أو كما يعتبره البعض، ثورة تكنولوجيّة لا تقلّ عن سابقاتها.
آخر نجاحات ماسك كانت إطلاق شركته، “سبيس إكس” (“SpaceX”)، أول روّاد فضاء أمريكيين مستقلّين المركبة الفضائية “Crew Dragon” وصاروخ “Falcon9” إلى الفضاء من الأراضي الأمريكية منذ عقد من الزمن، وهي المرّة الأولى في التاريخ التي تقوم فيها شركة خاصّة بهذا العمل المميّز بتقنيّات عالية، بالقدرة الكاملة على التحكّم الذاتي وبالإستخدام التكراري.
تعدّد المواهب الخارقة لإيلون ماسك ستأخذ مقالنا لهذا الشهر إلى عالم مختلف نوعًا ما، يحمل موضوع آخر ولربّما ثورة أخرى. موضوع قامت الأفلام العلميّة الخياليّة بتسليط الضوء عليه في الكثير من الأحيان، ويطمح ماسك بجعله واقع من الخيال! ففي حين أنّ العالم ينشغل بقضيّة الاحتباس الحراري وإمكانيّة انقراض البشريّة، يهتم ماسك بشدّة بتهديد وجودي آخر؛ وهو تقدّم الذكاء الإصطناعي. * مؤتمتة أي Automated
“نيرولينك” (“Neuralink”)، هي شركة تكنولوجيّة ناشئة لتطوير تقنيّات عصبيّة والتي شارك ماسك في تأسيسها عام 2016، حيث يطوّر من خلالها جهاز “تواصل للجهاز العصبي” و المعروف علميًا بـِ”واجهة الدّماغ والجهاز” (“Brain-Machine Interfaces”) الذي يمكن زرعه في الدّماغ البشري.
تهدف هذه الشركة إلى تطوير آليّة تعمل على ربط الدّماغ مباشرةً بالحواسيب والأجهزة الالكترونية الأخرى، وذلك عن طريق أقطاب كهربائيّة. الجهاز الذي يتم تطويره يحتوي على 96 سلك بسمك 4-6 ميكرومتر (μm) أي أرفع من شعرة الانسان، كل سلك منهم يحتوي على 32 قطب كهربائي (“electrodes”)، أي 3072 قطب إلكتروني بالمجمل داخل شريحة واحدة بكبر 5 مليمتر. من خلال هذه الأقطاب الكهربائية يستطيعون جمع معلومات فيزيولوجيّة كهربائيّة هائلة في لحظة واحدة ومن أكثر من منطقة في الدماغ. هذه المعلومات ستُستعمل لفهم العقل البشري ولتطوير الذكاء الإصطناعي، بالإضافة إلى ذلك، هذا الجهاز سيسمح لعقولنا بالتواصل المباشر مع الحواسب الآليّة، بهدف التمكّن من تشغيل مناطق معيّنة في الدّماغ عبر هذه الأقطاب الكهربائيّة.
لكي نفهم الصورة بشكل أوضح؛ دعونا نتذكّر كيف تعمل أدمغتنا. الدّماغ هو العضو الرئيسي في الجهاز العصبي، فهو الذي يجمع المعلومات، يحلّلها ويسيطر على كيفيّة رد الفعل لباقي أعضاء الجسم وحواسه. يعمل الدماغ من خلال شبكة كبيرة من الخلايا العصبية (“neurons”) التي تتواصل عبر ناقلات عصبيّة في نقاط الإتصال المعروفة بإسم المشابك العصبيّة (“synapses”). يتم إطلاق هذه النّاقلات العصبيّة إستجابةً لتصاعدات كهربائية تسمّى جُهد العمل (“action potential”). فعمليًّا كل ما ندركه، نشعر به، نسمعه، نفكّر فيه ونفعل بحسبه هو في الأساس إشارات كهربائية.
من خلال إدخال خيوط أقطاب كهربائيّة دقيقة إلى داخل الدماغ، يمكن للـِ”نيرولينك” اكتشاف وتسجيل جُهد العمل وتحفيز الخلايا العصبيّة بشكل إنتقائي عبر مناطق مختلفة في الدّماغ. سيتم “زرع” هذه الخيوط بدقّة بواسطة الليزر (بدون حاجة لعمليّة جراحيّة) لتقليل الأضرار على الدّماغ ولضمان دقّة العمليّة. مُرفق لهذه الخيوط أجهزة إستشعار التي سيتمّ توصيلها لاسلكيًّا عبر تقنيّة “البلوتوث” بتطبيق ملائم عبر الهواتف الخلويّة الذكيّة.
بعد نجاح التجارب على الجرذان، ومن ثمّ نجاحها بتمكين قرد من التحكّم بحاسوب عن طريق “استخدام دماغه”، تُخطّط “نيرولينك” لإجراء تجارب بشريّة في هذا العام من خلال هذه التقنيّة، حيث يتمركز العمل حاليًّا على تقديم علاج طبّي لأمراض دماغيّة متعدّدة كالصّرع وأيضًا لتقديم المساعدة لأشخاص مصابين بالشّلل.
ولكن من المثير للإهتمام أن الهدف طويل الأمد الذي يعمل عليه إيلون ماسك هو مواكبة الإنسان للذكاء الإصطناعي الذي يمكّنه من التفكير بشكل أسرع من القدرة البشريّة، وبالتالي يمكّننا من “الإندماج” معه والتطوّر معه ومن خلاله.
في الحقيقة، يدّعي ماسك أن “البشر في هذا الحين هم كائنات مؤتمتة*”. مع اعتمادنا الكبير على هواتفنا، أجهزة الحواسيب والشبكات العنكبوتيّة وثورة الحوسبات السّحابية والتعلّم الآلي العميق، فإنّ الاختلاف الوحيد بين الوضع الحالي وبين التّكافل مع الذكاء الإصطناعي هو أن “معدّل البيانات” أو “سرعة الاتّصال” بيننا وبين الإلكترونيّات في الوقت الحالي بطيء للغاية.
من خلال تسهيل وصول سريع للمعلومات وزيادة القدرات الفكريّة، يمكن للـِ”نيرولينك” أن تتيح للمستخدمين نموًّا كبيرًّا في الإنتاجيّة وللذكاء الفكري بكبسة زرّ محوسبة واحدة. توسّعت النقاشات أيضًا للنظر في إمكانية إلغاء التواصل اللّفظي من خلال هذه التكنولوجيا المستقبليّة، مع إعطاء جدول زمني محتمل من خمس إلى عشر سنوات. إذا كنتم تشعرون ان ما تقرأونه الآن هو حلقة أخرى من مسلسل “Black Mirror”، فأنتم لستم الوحيدون!بطبيعة الحال، فإنّ القلق الرّئيسي لهذه التكنولوجيا هو الأمن، إضافةً لإختراق خصوصيّة الانسان (التي يمكننا التساؤل حول وجودها حتى في أيّامنا هذه مع ما تقدّمه وتأخذه كبرى الشركات الرائدة تكنولوجيًّا من معلومات). قد يكون إختراق هاتفك أو جهاز الحاسوب الخاص بك أمرًا مُزعجًا، ولكن عندما تؤثر التكنولوجيا بشكل مباشر على عمل دماغك، فإن المخاطر ضخمة أكثر بكثير. فيجادل العديد من علماء الأعصاب بأهميّة سنّ قوانين جديدة تتماشى مع هذا التقدّم من أجل حمايتنا، إذ أنّ القوانين الحاليّة ليست معدّة ومجهّزة لمعالجة مثل هذه الأمور وغير مواكبة لهذه التطوّرات على الإطلاق.

بالفعل، بدأت بعض البلدان بالتفكير بكيفيّة التّعامل مع ما أسموه “حقوق الأعصاب”. في دولة تشيلي على سبيل المثال، وافقت الحكومة في شهر أكتوبر من العام الماضي (2019) على توفير الدّعم الرسمي لأجندة حماية الأعصاب التي تجعل حماية بيانات الدّماغ حقًا من حقوق الإنسان. في أوروبا، تبنّت منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية (“OECD”) مجموعة من تسعة مبادئ جديدة لضبط وتنظيم إستخدام بيانات الدماغ – وهو النموذج الدُّولي الأوّل في هذا المجال.

إذن، هل أفرط إيلون ماسك وفريقه في طموحهم في هذه المهمّة الثوريّة؟ إذا لم نتمكن من التغلّب على الذكاء الإصطناعي، فهل الخيار الأفضل هو الانضمام إليه؟ لا يمكن إنكار التأثير الملموس للـِ”نيرولينك” على الجانب الطبّي، ولكن هل هو فعلًا الهدف الحقيقي من وراء هذه الجهود؟ كيف سيتطوّر استعمال هذه التقنيّة؟ وما هي الإستخدامات الإيجابيّة والسلبيّة الأخرى المتوقعّة؟. كيف لهذه التكنولوجيا أن تأثّر على مجاليّ التعليم والأبحاث؟ هل ستستطيع هذه التكنولوجيا من التغلّب على طبقيّة نسب الذكاء أم أنها ستخلق طبقية أكبر؟ من الواضح أنّ الـ”نيرولينك” تترك لنا أسئلة أكثر من الإجابات حول المسار المحتمل للتطوّر البشري. فلنواكب هذه التطورات بحذر وشغف!

“I think it is possible for ordinary people to choose to be extraordinary” – Elon Musk
“أعتقد أنه من الممكن لأشخاص إعتياديّين الإختيار بأن يصبحوا إستثنائيّين” – إيلون ماسك.

https://www.biorxiv.org/content/10.1101/703801v1
https://www.vox.com/2019/8/30/20835137/facebook-zuckerberg-elon-musk-brain-mind-reading-neuroethics